
ضمن برنامج التدريب العملي الدولي
الطالب أحمد نمروطي من برنامج علم الحاسوب في سوق العمل سفيراً للنجاح في جامعة صلاح الدين في إقليم كردستان العراق
لطالما سعيت للتميز منذ صغري، وقد كانت فرصة التدريب في إقليم كردستان العراق من خلال فرص المجلس العربي للتدريب والإبداع الطلابي، تحديداً في جامعة صلاح الدين في أربيل، واحدة من أكثر الفرص تميزاً في حياتي. اخترت الالتحاق بهذا التدريب لأنه لم يكن مجرد فرصة تعليمية، بل كان مغامرة شخصية ساعدتني على بناء نفسي وتوسيع آفاقي. كطالب يدرس علم الحاسوب بتركيز على الذكاء الاصطناعي في جامعة النجاح الوطنية، كنت أتطلع دائماً إلى اكتساب مهارات جديدة، وتجربة عوالم مختلفة.
منذ اللحظة التي وطأت قدماي أرض أربيل، شعرت أنني في مكان يجمع بين الحضارة العريقة والتطور الحديث. هدفي من التدريب لم يكن فقط تقوية مهاراتي في الشبكات وتطوير الويب، بل كنت أسعى أيضًا لاكتشاف بيئة جديدة ومختلفة تماماً عن بيئتي في فلسطين. كان التفاعل مع الثقافات المتعددة والتواصل مع أشخاص من مختلف الدول جزءًا لا يتجزأ من تلك التجربة الفريدة.
في جامعة صلاح الدين، تركزت تدريباتي العملية في مختبرات الجامعة، حيث قمت بتطبيق ما تعلمته من مهارات في تطوير الويب والشبكات بشكل عملي. هذه التجارب الميدانية عززت فهمي العميق للجانب التقني والتطبيقي لتخصصي. واحدة من أبرز التجارب كانت زيارتي لشركة Korek Telecom، حيث تعرفت على تاريخ الشركة وخدماتها، وتعمقت في كيفية إدارة وتشغيل شبكات الاتصال على نطاق واسع. كانت هذه الزيارات والمحاضرات فرصة ذهبية لاكتساب معرفة عملية وإثراء مهاراتي التقنية.
من أبرز ما ميز هذه التجربة هو التعرف على أشخاص من دول مختلفة؛ من مصر، البحرين، سوريا وغيرها. هذه الصداقات الجديدة لم تكن مجرد علاقات عابرة، بل كانت جسوراً تربطني بعالم جديد من الأفكار والثقافات. تميز الأكراد بحسن الضيافة واللطف، وتعلمت منهم الكثير عن تاريخ وثقافة كردستان. لقد عززت هذه التجربة قدرتي على العمل ضمن فرق متعددة الثقافات، وجعلتني أكثر انفتاحاً وتفهماً للآخرين.
إلى جانب الجانب الأكاديمي، كانت لي فرص عديدة لاستكشاف جمال إقليم كردستان. من قلعة أربيل التاريخية، إلى شلالات بيخال ومنطقة شقلاوة، وصولاً إلى راوندوز وعقرة وجبال سكران وشومان، كان لكل مكان طابعه الخاص وجماله الفريد. هذه الزيارات جعلتني أدرك مدى التنوع الثقافي والجغرافي الذي يزخر به الإقليم. كل لحظة قضيتها في هذه الأماكن كانت فرصة لتوسيع رؤيتي للعالم.
على الرغم من اللغة الكردية التي كانت جديدة بالنسبة لي، لم أواجه صعوبة كبيرة في التواصل، حيث كان العديد من السكان يتحدثون الإنجليزية أو العربية. أحد أبرز التحديات التي واجهتها، والتي كانت مصدر فخر لي، هو المشاركة في مقابلة تلفزيونية تحدثت فيها عن تجربتي التدريبية وجمال أربيل. كما ألقيت العديد من الكلمات في فعاليات مختلفة، ما عزز ثقتي بنفسي وقدرتي على التعبير أمام الجمهور.
نصيحتي لكل من يسعى من زملائي لخوض تجربة مماثلة هي أن لا تترددوا. السفر والتدريب في بيئات جديدة يمنحك الفرصة لاكتشاف نفسك وتطوير مهاراتك بطريقة لا يمكن تحقيقها في الفصول الدراسية فقط. إقليم كردستان مكان يستحق الزيارة، وشعبه يمتاز بكرم الضيافة. التحديات التي قد تواجهها ستجعل منك شخصاً أقوى وأكثر مرونة، وستكتسب خبرات لا تُقدر بثمن.
في الختام، أود أن أعبر عن امتناني العميق لجامعة النجاح الوطنية ولمركز التدريب العملي على إتاحة هذه الفرصة الرائعة وأخص بالذكر الدكتور عماد القاسم. كما أشكر كل من ساعدني ودعمني في هذه الرحلة التي ستظل محفورة في ذاكرتي. هذه التجربة لم تكن فقط تدريباً مهنياً، بل كانت رحلة لاكتشاف الذات وبناء المستقبل.
عدد القراءات: 2