
ضمن برنامج التدريب العملي الدولي
الطالبة جنى حرز الله من كلية العلوم سفيرة للنجاح في جامعة الأنبار في العراق
أنا الطالبة جنى رشيد حرز الله، تخصص بيوتكنولوجي من جامعة النجاح الوطنية، عندما حصلت على فرصة للتدريب في جامعة الأنبار في العراق وذلك ضمن فرص التدريب التابعة للمجلس العربي للتدريب والإبداع الطلابي، لم أكن أدرك تماماً مدى التأثير الذي ستحدثه هذه التجربة على حياتي. كانت لدي توقعات كبيرة، لكن الواقع كان أكثر عمقاً وإلهاماً مما تخيلت. من اللحظة التي وصلت فيها إلى مدينة الأنبار، عشت تجربة مليئة بالتحديات والفرص التي ساهمت في تطوير شخصيتي وصقل مهاراتي.
رغم التحديات، كانت هناك العديد من الفرص القيمة التي لا تُقدر بثمن. الجامعة تميزت بجو أكاديمي مشجع ومتنوع، وكان لدي الفرصة للمشاركة في العديد من الأنشطة الطلابية والمجتمعية التي ساهمت في تطوير مهاراتي الشخصية والأكاديمية. كما أنني تعرفت على زملاء من خلفيات متنوعة، مما أتاح لي فرصة لتبادل الخبرات والتعلم من الآخرين.
هذه التجربة غيرتني كثيراً على المستوى الشخصي والثقافي. أصبحت أكثر ثقة بنفسي، وأكثر استعداداً للتعامل مع التحديات الجديدة. تعلمت الكثير عن التاريخ والثقافة العراقية من خلال التفاعل مع المجتمع المحلي، وهو ما أضاف إلى تجربتي الأكاديمية بعداً جديداً وقيماً. أعتقد أنني أصبحت شخصية أكثر انفتاحاً وتفهماً للثقافات الأخرى.
تدربت في مركز الرازي لأطفال الأنابيب تحت إشراف أخصائي الأجنة الدكتور عمر الراوي الذي كان مصدر إلهام لي، راقبت عملية أطفال الأنابيب من بدايتها إلى نهايتها واستشعرت بعظمة الخالق سبحانه وتعالى.
تجربتي في جمهورية العراق كانت تجربة لا تُنسى. لم تكن مجرد فرصة للحصول على خبرة بالتدريب فقط، بل كانت رحلة غنية بالدروس الحياتية. علمتني هذه التجربة قيمة التكيف والصبر والعمل الجماعي، وكيف أن العيش في بيئة جديدة يمكن أن يكون مصدراً للنمو الشخصي والمهني. أنصح أي شخص يفكر في خوض تجربة مماثلة بأن يكون مستعداً للتحديات، وفي نفس الوقت أن يستغل كل فرصة تأتي في طريقه.
وفي النهاية كلي شكر وتقدير لجامعتي جامعة النجاح الوطنية التي كانت نقطة الانطلاق لهذه التجربة التعليمية الرائعة، والتي ساهمت في فتح آفاق جديدة لي. كما أخص بالشكر الدكتور عماد قاسم الذي لعب دورًا كبيرًا في توفير هذه الفرصة لي، ولتوجيهه ودعمه المستمر خلال هذه الرحلة. لم يكن لهذه التجربة أن تكون مثمرة وملهمة لولا تفانيه وحرصه على تقديم الأفضل لنا كطلاب. آمل أن أكون قد حققت ما يتطلعون إليه من نجاح وتميز.
لا يمكنني أن أنهي حديثي عن هذه التجربة دون أن أعبر عن خالص شكري وامتناني لأهلي الذين كانوا الداعم الأول لي في هذه الخطوة. كان لتشجيعهم المستمر وثقتهم بي الأثر الكبير في تحفيزي على المضي قدمًا وتحقيق أهدافي. لقد كانوا سندي في الأوقات الصعبة وسببًا في تجاوزي لكل التحديات التي واجهتها. أعتقد أن هذه التجربة لم تكن لتتحقق لولا دعمهم اللامتناهي وتفانيهم في تهيئة كل الظروف المناسبة لي لأتمكن من النجاح. شكراً لهم من القلب، فكل إنجاز أحققه هو في الأساس نجاحهم هم.
عدد القراءات: 6