ضمن برنامج التدريب العملي الدولي

الطالبة شهد سمارة من برنامج التصميم الداخلي سفيرة للنجاح في الجامعة الأردنية


أنا الطالبة شهد سمارة في كلية الفنون الجميلة، أدرس التصميم الداخلي بقسم الفنون التطبيقية. حصلت على فرصة مميزة للتدريب العملي في الجامعة الأردنية، وذلك بفضل دعم مركز التدريب العملي في جامعتي.

بدأت رحلتي بعدما ظهر لي إعلان من مركز التدريب العملي عن توفر فرص تدريب مقدمة من المجلس العربي للتدريب والإبداع الطلابي. رأيت في هذا الإعلان فرصة لا تعوض لتوسيع أفق معرفتي واكتساب خبرات جديدة. تقدمت للفرصة وتم قبولي في الجامعة الأردنية، وهو ما شكّل بداية تجربة مهنية وتعليمية فريدة بالنسبة لي.

على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، كان دافعي الكبير للالتحاق بهذه الفرصة هو الرغبة في رفع صوتنا وصوت بلادنا في المحافل التعليمية الدولية. كنت مصممة على أن أكون ممثلة لجامعتي ودولتي، وأثبت أن التحديات يمكن أن تتحول إلى فرص للإبداع والتميز. كانت هذه التجربة بمثابة منصة لتبادل المعرفة والخبرات، مما ساهم في تعزيز مهاراتي الأكاديمية وتوسيع نطاق رؤيتي في مجال التصميم الداخلي.

إلى جانب تحسين مهاراتي الأكاديمية، كانت هذه التجربة فرصة ثمينة لتبادل الثقافات وتطوير الذات. كونت صداقات مع طلاب من جنسيات متعددة، من مصر، وليبيا، وكردستان وعُمان، بالإضافة إلى زملاء من أبناء وطني من مدن مختلفة من طولكرم وجنين وبيت لحم والخليل. هذا التفاعل لم يُثرِ تجربتي فحسب، بل ساعدني أيضاً على تحسين مهاراتي في التواصل باللغة الإنجليزية وفهم لهجات متنوعة. كما أتاحت لي الجامعة الأردنية الفرصة للتعامل مع فنانين ونحاتين عالميين من فرنسا، وإسبانيا، والسعودية، ومصر، والأردن، والعراق والجزائر. كان التفاعل معهم تجربة غنية أضافت بُعداً جديداً لفهمي للفنون والتصميم، وفتحت أمامي آفاقاً جديدة للإبداع والتطوير.

خلال فترة التدريب التي استمرت لثلاثة أسابيع، اطلعنا على ورشة النحت المقامة في الجامعة الأردنية، حيث تبادلنا الخبرات والثقافات مع نحاتين عالميين والدكاترة المختصين. كما قمنا بالتدريب الميداني في مبنى الصيانة الخاص بالجامعة، وذهبنا إلى ورش داخل الجامعة لمتابعة عملية تنفيذ التصميم. زرنا منجرة الجامعة، حيث تعرفنا على آلية تصميم وتنفيذ قطع الأثاث المستخدم داخل الجامعة، واطلعنا على أنواع الخامات المستخدمة في تنفيذ قطع الأثاث. حضرنا أيضاً لمساق التكوين الذي يختص في تحليل اللوحات من ناحية النسبة الذهبية، وناقشنا مخرجات المساق. كما حضرنا لمساق تقنيات التصميم الداخلي، حيث درسنا طبيعة الخامات وكيفية الاستخدام المناسب لها.

كانت هذه التجربة أيضاً فرصة لتقديم ثقافتنا وقضيتنا الفلسطينية بشكل مباشر. تمكّنت من نقل الصورة الحقيقية عن بلادنا إلى أصدقائنا من مختلف الجنسيات، الذين أبدوا دعماً وتفاهماً كبيرين. هذا التبادل الثقافي جعلني أشعر بالفخر، وعمّق فهمي لأهمية التفاعل الدولي في تعزيز العلاقات وبناء جسور التواصل بين الشعوب.

إلى جانب التعلم والتطور الأكاديمي، حظينا برحلة ترفيهية تعليمية برفقة زملائي وزميلاتي، بإشراف الكادر المسؤول في الجامعة قمنا بزيارة منطقة المطل في السلط، وإلى المدينة الأثرية جرش، كما زرنا محمية المأوى، اختتمنا رحلتنا بزيارة مدينة البتراء، واحدة من عجائب العالم السبع، حيث استمتعنا بجمال المعمار الفريد والتاريخ العريق لهذه المدينة الساحرة.

وفي الختام، أنصح جميع الطلبة بأن يكونوا دائمًا على استعداد للبحث عن مثل هذه الفرص واستغلالها بأقصى قدر ممكن كونها تعزز من تطوير شخصيتهم واستغلالها بفعالية. إن التحديات والتجارب الجديدة مثل هذه الفرص، تلعب دوراً أساسياً في نمو الشخصية وتوسيع الأفق الشخصي. من خلال التعامل مع بيئات مختلفة والتفاعل مع أشخاص من خلفيات متنوعة، يمكن للطالب أن يطور مهارات جديدة، ويكتسب رؤى أعمق، ويصبح أكثر قدرة على التعامل مع المواقف المختلفة بثقة.

وأعبر عن شكري لجامعتي على توفيرها هذه الفرصة القيمة. كما أخص بالشكر د. عماد القاسم وفريق مركز التدريب العملي على دعمهم وتفانيهم خلال فترة التدريب.


عدد القراءات: 13