ضمن برنامج التدريب العملي الدولي

الطالبة سيما بركات من قسم الهندسة المعمارية سفيرة للنجاح في جامعة الحسين التقنية بالأردن


أنا الطالبة سيما فراس بركات، طالبة في قسم الهندسة المعمارية في جامعة النجاح الوطنية، لقد قضيت أربع سنوات مثمرة في دراسة الهندسة المعمارية، واكتسبت خلالها قاعدة علمية متينة في التصميم المعماري والإنشاءات، وفي إطار حرصي على تطوير مهاراتي العملية، قمت بالالتحاق ببرنامج التبادل الطلابي بين جامعات الدول العربية عن طريق مركز التدريب العملي في جامعة النجاح الوطنية وتوجهت إلى المملكة الأردنية الهاشمية لإجراء تدريب عملي مكثف خلال الفصل الصيفي في جامعة الحسين التقنية الواقعة في مجمع الملك حسين للأعمال في العاصمة الأردنية عمان.

جامعة الحسين التقنية هي جامعة أردنية خاصة تقع في العاصمة عمان تهدف إلى توفير تعليم تقني متميز وعالي الجودة، يواكب متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي حيث تعتبر جامعة الحسين التقنية خيار مثالي للطلبة الذين يرغبون في الحصول على تعليم تقني قوي وخبرات تدريبية وعملية مكثفة.

لقد وجدنا في كادر التدريب والأساتذة في جامعة الحسين التقنية تعاوناً كبيراً وحفاوة بالغة، خاصة تجاهنا نحن طلاب التبادل من جامعة النجاح الوطنية، لقد قدموا لنا كل الدعم والمساعدة التي نحتاجها، ابتداءً من وضع خطة تدريبية واضحة ومفصلة، وانتهاءً بتوفير الإرشاد والتوجيه المستمرين.

تم تقسيم فترة التدريب إلى جزئين متكاملين، الجزء الأول، الذي أقيم في مكتب المهندس للعمارة الحديثة والاستشارات مع المتابعة المستمرة مع جامعة الحسين التقنية خلال فترة التدريب، أما الجزء الثاني، فكان ميدانياً، حيث شاركت في تنفيذ مشروع على أرض الواقع، مما أتاح لي تطبيق المعارف النظرية التي اكتسبتها واكتساب خبرة عملية في إدارة المشاريع والعمل ضمن فريق.

كانت تجربتي التدريبية في المكتب فرصة لاكتساب العديد من المهارات القيمة، فقد شاركت في مشاريع متنوعة، بدءاً من التصاميم الأولية وحتى المراحل النهائية للإنجاز، ومن خلال العمل جنباً إلى جنب مع فريق العمل ذوي الخبرة، تمكنت من تطوير مهاراتي في استخدام برامج التصميم الهندسي المتخصصة، وتحليل البيانات الهندسية، وإعداد الرسومات التفصيلية، كما تعلمت كيفية إدارة الوقت والعمل تحت ضغط المواعيد النهائية، مما زاد من كفاءتي وإنتاجيتي، شعرت بأنني جزءاً لا يتجزأ من فريق المكتب، فقد كنت مشاركاً فعالاً في العديد من المشاريع، وساعدت في تطوير التصاميم وتحليل الخيارات الهندسية، كانت هذه التجربة فرصة رائعة لاكتساب رؤى جديدة في مجال الهندسة. 

أما عن تجربتي في التدريب الميداني كمهندسة موقع كانت فرصة جيدة لتطبيق المعرفة النظرية التي اكتسبتها في الجامعة على أرض الواقع، فقد توليت مسؤولية الإشراف على تنفيذ مشاريع إنشائية متنوعة، من استلام مواد البناء والتعامل المباشر مع المقاولين والعمال وحل العديد من المشكلات التي واجهت العمل في الميدان، خلال هذه التجربة، اكتسبت مهارات قيمة في إدارة المشاريع، وقراءة الرسومات الهندسية، والتحقق من جودة المواد، وقد تعلمت أهمية العمل بروح الفريق والتخطيط الجيد لإنجاز المشاريع في الوقت المحدد وبجودة عالية.

على الصعيد السياحي والثقافي، تتميز عمان بتركيبة ثقافية غنية ومتنوعة، حيث تتجسد فيها الحضارات القديمة والحداثة في آن واحد، فخلال زيارتي لعمّان، أعجبت بتنوعها المعماري الذي يجمع بين الحاضر والماضي،  فقد استمتعت بالتجول في شوارع وسط البلد وجبل عمان الغنية بالمباني الحجرية القديمة ذات الطابع التاريخي، كما زرت المدرج الروماني وقلعة عمّان، وهما شاهدان على عظمة الحضارات التي تعاقبت على المدينة، وعلى النقيض من ذلك، تزدان المدينة بأبراجها الشاهقة وفعالياتها الثقافية المتنوعة، استمتعت بالتجول في بوليفارد العبدلي، ومناطق العمارة والبناء الحديث حيث المباني الشاهقة والتصاميم الحديثة التي تعكس الوجه الحديث لعمّان، لقد كان هذا التباين في العمارة تجربة غنية ومثيرة للاهتمام.

بصفة عامة، لقد كانت هذه التجربة من افضل التجارب في حياتي، زاد التدريب من مهاراتي الهندسية وطوّر من شخصيتي وكيفية الانخراط والتفاعل مع بيئة العمل وتعلمت الكثير من هذه التجربة، شكراً لجامعتنا التي توفر لنا مثل هذه الفرص التي تعزز من قدراتنا الدراسية وتدمجها بالحياة العملية وتعرفنا على فرص جديدة داخل البلاد وخارجها مما يقوّي من قدراتنا كخريجين للتكيف مع أي بيئة عمل في أي مكان، وأتقدم بخالص الشكر والتقدير لمركز التدريب العملي وللدكتور عماد القاسم على الجهود المبذولة في دعم الطلبة وتوفير فرص التدريب التي تساهم في تطوير مسيرتنا المهنية.


عدد القراءات: 14