أنا الطالبة يمامة مصطفى أبو الشوارب، طالبة هندسة كيميائية في السنة الرابعة في جامعة النجاح الوطنية، لطالما آمنت بضرورة المشاركة العلمية في دول مختلفة خارج فلسطين، تحت إطار الجامعة، لأهميتها في توسيع وتنمية الجانب المهني والشخصي قبل الانطلاق إلى سوق العمل. وهو ما دفعني إلى المشاركة في التبادل الطلابي للتدريب العملي في سلطنة عُمان حين سمحت لي الفرصة بذلك.

بدايةً، بعد إنجازي للساعات المطلوبة لبدء التدريب العملي ضمن خطتي الدراسية، بدأت في البحث عن فرص تدريبية خارج الوطن، لاعتقادي أن تجربة جديدة في بيئة مختلفة يمكن أن تضيف الكثير إلى مسيرتي. ليكون مركز التدريب العملي في جامعتي، جامعة النجاح الوطنية، وجهتي المنشودة، الذي بفضل دعمه تمكنت من الحصول على فرصة ذهبية من المجلس العربي للتدريب في هذا البلد الجميل، سلطنة عُمان، وبالتحديد في جامعة نزوى.

منذ اللحظة الأولى في أرض السلطنة، قدم لنا الأستاذ حمد العزري، ممثل جامعة  نزوى في المجلس العربي، صورة شاملة عن الشعب العماني، مشيراً إلى كرمهم وطيب أخلاقهم، حيث استقبلنا في مطار مسقط بكل حفاوة، والذي كان لدعمه وتوجيهه دور كبير في تسهيل تجربتنا طيلة فترة التدريب. لا يسعني إلا أن أعبر عن خالص شكري وامتناني له ولجميع من ساهموا في إنجاح هذه التجربة الرائعة وأشعرونا بالانتماء في بلدهم. 

في هذا البرنامج التدريبي، كنت محظوظة بوجود الفرصة لتوسيع معرفتي وتطوير مهاراتي، وذلك باستخدام والتدرب على العديد من الأجهزة والتقنيات المتطورة، الصعب تواجدها في فلسطين بسبب الظروف الراهنة، والتي لها دور كبير في عالم الهندسة الكيميائية. 

كان التدريب في مختبرات قسم الهندسة الكيميائية مثالاً ناجحاً على تطبيقي لما تعلمته نظرياً في جامعتي النجاح، حيث تم في عدة مجالات أهمها التدريب على: Fixed bed catalytic reactor, water desalination by membrane distillation, chemical vapor deposition.

واستكملت تدريبي في مركز "دارس" للبحث العلمي والتطوير التقني، واكتسبت الخبرة من خلال تطبيق تجارب متنوعة على أجهزة حديثة في مختبرات المركز مثل: Stem cell therapy & regenerative medicine laboratory (3D bio printing, exosome isolation & RT-PCR), NMR spectroscopy lab, X-Ray diffraction lab, material science lab (TGA & EDS), mass spectrometry lab (HPLC, ICP-OES & FTIR), natural products lab (Chromatography & oil extraction).

كان هذا التدريب من أهم التجارب التي خضتها، حيث ساهم بشكل كبير في تنمية معرفتي المهنية وتطوير مهاراتي التقنية، وتوسيع آفاقي عن المجالات التي يمكن أن يعمل بها المهندس الكيميائي. 

بالإضافة إلى الجانب العلمي، كان التبادل الثقافي جزءاً أساسياً من هذه التجربة، حيث أتيحت لي الفرصة للتعرف على ثقافات مختلفة والتفاعل مع طلاب من مختلف الجنسيات، كاليمن، ومصر، ولبنان، وكردستان والعراق، واستغلال هذه الفرصة لإبراز ثقافتنا الفلسطينية وتعزيز مبادئنا. 

وبالطبع لم تخلُ هذه التجربة من الجانب السياحي والترفيهي، فقمنا بزيارة العديد من معالم السلطنة كمسجد السلطان قابوس ومتحف عُمان عبر الزمان وولايات كولاية منح وبهلاء، وأسواق شعبية كسوق نزوى ومطرح، وأيضاً الجميلة مسقط. فكانت فرصة رائعة للتعرف على حضارة وتقاليد سلطنة عُمان، والتطيب بكرم شعبها وأصالتهم، والتمتع بعمارتها العريقة.

فخورة بتمثيلي جامعتي النجاح ووطني فلسطين في مثل هذه التجارب، وممتنة لجامعتي على توفيرها لمثل هذه الفرص لطلابها، وأخص بالذكر د. عماد القاسم على اهتمامه وتعاونه معنا طيلة هذه الفترة.

أعتبر تجربتي في سلطنة عُمان من أمتع التجارب وأحفلها أهميةً على الصعيدين العلمي والترفيهي، وكلّي ثقة بأنها أولى خطواتي للتقدم في مستقبلي الأكاديمي والمهني. وأدعو كافة الطلاب لاستثمار هذه الفرص الذهبية.