كانت هذه التجربة تحدياً كبيراً بالنسبة لي، فهذه المرة الأولى التي أسافر بها خارج البلاد لوحدي.. علمتني تجربة السفر الكثير فقد تعلمت الاعتماد على النفس، والتحمل، والتعرف على الثقافات والعادات المختلفة وتكوين العلاقات الاتصالية الخارجية. ومثلت بلادي خير تمثيل.


أنا الطالبة علياء الدنبك من مدينة نابلس، أدرس الهندسة المعمارية – سنة خامسة في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح الوطنية، تدربت في إشبيلية – إسبانيا، لقد كانت فرصة رائعة ولكن لم يكن وصولي لهذا الهدف سهلاً.

من بداية دخولي في تخصص العمارة كان يثيرني الفضول للتعرف على عالم العمارة خارج حدود فلسطين والشرق الأوسط، لإثراء معرفتي بالمجال، وباختياري للتدريب بالخارج ووضعه كهدف، كانت هذه الخطوة بذاتها تحدي؛ نظراً لصعوبة الحصول على موافقة من المكاتب الخارجية فأغلب المكاتب بذلك الوقت لا تفضل استقبال طلاب من الخارج؛ بسبب خوفهم من تداعيات جائحة كورونا، إلا أنني سعيت وراء هدفي  وبمساعدة أساتذتي في كلية الهندسة، وقمت بمراسلة مجموعة من المكاتب الهندسية في الخارج وقد حصلت على موافقة تدريب من مكتبين إحداهما في فنلندا والآخر في إسبانيا وعليه فقد اخترت المكتب المعماري  – تخطيط عمراني الواقع في إسبانيا. وتمت تجربتي من خلال مركز التدريب العملي في جامعة النجاح الوطنية.

كانت تجربة مليئة بالتحديات والصعوبات إلا أنها أضافت لي من الناحية الشخصية والأكاديمية والثقافية الكثير. وحالفني الحظ عند وصولي بوجود مشروع منتجع سياحي جديد "Natural Resort"  ورغم أنني أول متدربة في هذا المكتب فقد عملت على استلام هذا المشروع منذ المرحلة الأولى وحتى مرحلة التسليم النهائية. وقد تطلب الأمر مجهود كبير مني لإثبات جديتي بالعمل ومقدرتي على تحمل المسؤولية، وقدمت عروضاً أسبوعية لصاحب المشروع ومدير المكتب الهندسي للحصول على الموافقة النهائية على التصميم المقدم من قبلي والذي تم اعتماده من الأطراف المعنية، وتم مكافأتي من قبل الشركة ومنحي شهادة تقديرية موقعة من المكتب الهندسي.

أما على الصعيد الشخصي فكانت هذه التجربة تحدياً كبيراً بالنسبة لي، فهذه المرة الأولى التي أسافر بها خارج البلاد لوحدي، فقد تعلمت الكثير من الأمور اهمها الاعتماد على الذات ومواجهة العواقب، كما ولم يقتصر الموضوع على ذلك، فقد تعرفت على العديد من الثقافات والعادات في العديد من الدول.  كما وكان من واجبي نقل صورة الحياة في فلسطين وتعريف الغير بالقضية الفلسطينية .

بالنسبة للصعوبات بالعمل فلم أواجه الكثير من الصعوبات إلا اختلاف القوانين والمحددات بالنسبة للبناء والموقع؛ إضافة إلى عدم إتقان الإسبان للغة الإنجليزية بطلاقة.


عدد القراءات: 182