رحلة حملت في طياتها لحظات لا تنسى، ومكاسب علمية نأمل بأن نسيرها لخدمة وطننا، الذي رحلت إلى صربيا أحمل علمه واسمه ساعياً لتمثيله وإيصال قضاياه بأفضل طريقة ممكنة


صعب هو طريق دراسة الطب، شاق وطويل، إلا أنه مليٌء بالتجربة والمعرفة، وفي كل لحظة شك، نختاره مجدداً طمعاً في هدفه الإنساني الأسمى وتجاربه الرائعة.

إحدى أهم وأجمل التجارب في هذه المسيرة، هو برنامج التبادل الطلابي وما يتيحه من فرصٍ لاكتشاف مختلف أنحاء العالم، بأنظمتها الطبية، علمها وخبراتها، شعوبها وثقافتهم، والأهم اكتشاف نفسك بين كل هذه الظروف.

قضيت أيامي ال ٣١ من شهر تموز في مدينة بلغراد الرائعة في صربيا ضمن عقد التبادل الاحترافي التابع لاتحاد طلاب الطب الفلسطيني PMSA، حيث تدربت في قسم طوارئ جراحة العظام  في مستشفى صربيا المركزي.
رحلة حملت في طياتها لحظات لا تنسى، ومكاسب علمية نأمل بأن نسيرها لخدمة وطننا، الذي رحلت إلى صربيا أحمل علمه واسمه ساعياً لتمثيله وإيصال قضاياه بأفضل طريقة ممكنة.  

بالتأكيد كل رحلة تحمل في طياتها صعوبات وتحديات، فمنذ دقيقتك الأولى في بلد غريب وبيئة جديدة يبدأ تحدي التأقلم وإثبات الذات، فاختلاف الثقافات والمبادئ رغم أنه من الجوانب الجميلة في هذه التجربة إلا أنه بلا شك تحدي صعب، أن تبقى على عفويتك معتزاً بعاداتك في بيئة لم تعد خصبة لمبادئك، وبعيداً عن التعصب أو الإساءة لأي ثقافة تختلف معك فهي نقطة توازن صعبة المنال.

وإن كنت فلسطيني ستتضاعف هذه الصعوبات والتحديات، بداية من نقاط التفتيش الحدودية التي تتأهب حالما ترى جوازاً فلسطينياً، مروراً بالأسئلة التي لا تنتهي حول طبيعة الحياة في بلادك، فأنت تحمل معك رسالة مبهمة نسبة لعدد كبير من شعوب العالم، وبعضهم يعارضها ويقف موقف العدو بسيوف انتقاد وأسئلة مسممة، وهنا يبدأ تحدي آخر في نشر الحقائق وإيضاح التفاصيل، ولهذا كنت قد جهزت نفسي مسبقاً بالكثير من التاريخ والأدلة والشواهد الحية على كل ما يرتكب من جرائم بحق الفلسطينيين.

ولكن لأن الحق يقال فحب الشعوب بشكل عام والشعب الصربي بشكل خاص للقضية الفلسطينية يثلج الصدر ويؤكد أن صوت الحق ما زال عالٍ.

وكل هذه الاختلافات والتحديات هي ملح التجربة، حيث مواجهة هذه التحديات بعلم ووعي تجعل منا أشخاصاً أفضل وتترك أثراً طيباً في نفوسنا.

وبالنهاية الشكر موصول للاتحادين الفلسطيني والصربي على هذه الفرصة الاستثنائية، وإلى مركز التدريب العملي في جامعة النجاح على دعمه المستمر لي شخصياً و لكل هذه الفرص والتجارب مادياً ومعنوياً.

 صور من ذكرياتي بتجربة السفر والتدرب في صربيا


عدد القراءات: 389